عودة إلى الرشد
/’’إذا لم تستغل الحكومة مواهب أبنائها الذين أنفقت عليهم الآلاف وهم قابعون في منازلهم لا يفيدون أنفسهم ولا يفيدون الآخرين فإني أعتقد أن انهيار الاقتصاد على وشك الحدوث/’’
البروفيسور سيف العسلي
وزير مالية سابق
وخبير دولي في مجال الإقتصاد
• كم من الكوادر تسربت من الوطن منذ قيام الثورتين سبتمبر واكتوبر
• أستُبعد الملكيون وأنصارهم بعد قيام الثورة ولولا المصالحة الوطنية لما عرفنا شخصيات قيادية وهامات علمية كان لها دورها في خدمة الوطن كالشامي والضحياني والأعجم والوزير.
• الجيل الجديد من أحفاد الإمام ومناصريهم يحملون مؤهلات عليا وتخصصات نادرة كان الأجدر الاستفادة منها. على سبيل المثال لم تستوعب الحكومة إحدى حفيدات الإمام يحيى الحاصلة على درجة الدكتوراة في الفيزياء النووية وتضمها إلى إحدى المؤسسات التي تعنى بالبحث العلمي.
• ضاق الوطن ذرعاً بكوادر التنظيم الناصري عقب الانقلاب الفاشل؛ فسرحوا من المؤسسات المدنية فضلاً عن خطر اقترابهم من المؤسسة العسكرية والأمنية.
• الجنوب الذي كان يحكمه نظام شمولي يرفع شعار /’’لا صوت يعلو فوق صوت الحزب/’’ لم يكن أحسن حالاً من شمال الوطن في استبعاد المناوئين وإن كان يحسب لحكوماته المتعاقبة أنها أقل وطأة من مثيلاتها في الشمال في الاستعانة بمستقلين أمثال فيصل بن شملان وفرج بن غانم وآخرين غيرهما والسماح لهم بالوصول إلى أعلى المناصب القيادية الإدارية.
• بعد الوحدة المباركة وبفعل التوازن الحزبي بين قطبي الحكم عاشت البلاد فترة النقاء الوطني للموظف وإن لم يخلو الجو من المنغصات.
• بعد حرب 94م مورست أخطاء الانتصار الموهوم؛ فبدلاً من تضميد الجروح ذهب المنتصر لتصفية الكوادر المحسوبة ضمناً على المنهزم.
• وفي عام 97م كان المطلوب كنس الإصلاح من مرافق الدولة بحسب تعبيرات قيادية مؤتمرية نافذة
• وجاءت حروب صعدة الستة ليننظم إلى قائمة المطرودين من الوظيفة العامة كثير من المحسوبين على تيار الإحياء الزيدي وأضحت تهمة الحوثية تطارد الكفاءات حتى من الحزب الحاكم كما كانت بالأمس تهمة الانتماء للإصلاح والاشتراكي والناصري كفيلة بالإطاحة بأصحاب الكفاءات غير المرضي عنها.
• واليوم أدركت الحكومة أخطاءها وزلاتها، وهي تبحث عن موطئ قدم لتلافي سلبياتها السابقة، وستعلن عن شغل مائة وظيفة قيادية خاضعة للتنافس سوف يستفيد منها الأكثر كفاءة. وبالرغم من التناقض العجيب والتنافر المعيب الذي مازالت تدور فيه الحكومة، إلا أن خطواتها المرتقبة تعد في طريق الصواب، وانفراج يحث على التفاؤل، وعودة للرشد إن صدقت النوايا.. وأول الغيث يبدأ بقطرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق